عمّي بيدرو
أطرافكَ كلّها تقاوم
أريكَتُكَ
المنفضة التي تسحق فيها أعقاب سجائرك اللفّ الرخيصة
كرسيُّ حمّامك
الصفحاتُ المتطايرة من كتابك المقدس المهترئ
وأيقونةُ المسيح الوحيدة الباقية
لا أزال أراك حتى اليوم
تعبُّ بنزقٍ سيجارتك الملفوفة
تسعلُ وتنوحُ على أريكتك
كم كان صعباً التمسّك بتلابيب الحياة
لكنك أبَيتَ حتى في حالتك البائسة تلك
إلا أن تُجرجر جسدك هائماً في أرجاء غرفتك
لا تزال الكلمات عالقةً
على شفتيك المرتجفتين
حتى زفرات النيكوتين من فمك
بدتْ واهنةً، مثلك
هناك، أمام مسيحِ تلك اللوحة
دَندَنتِ الصلواتُ في رأسك
فرنَّمَ جسدُك بأكمله
مزموراً أخيراً لأجلك، وربما لأجلنا
كنتَ تسأل دائماً
ما الأخبار؟
في زمن لم أفعل فيه شيئاً
سوى الشعر
لطالما قلتَ لي
أنتَ مجنون
لكنك قرأت قصائدي
باهتمام كبير
لطالما قلتَ
في الجامعة
كنتُ أكتبُ القصائد
لأنني مجنون
الشعر يوهِنُ، يا بني
يوم هجرتُ الكتابة
فقدتُ الاهتمام بأوجاع الآخرين
فأصبحتُ أقوى
لم يكن لديك أحد طيلة حياتك
يتيماً عشتَ
ولم يحبّك أحد
اليوم،
وكلماتُ الكتاب المقدّس باهتةٌ
في ضوء اللمبة الخافتة
تلاشيتَ أنتَ أيضاً
من ذاكرة الجميع تقريباً
وراء قضبان نافذتك الصدئة
ربما راقبتَ
تقّلبَ الليل والنهار
لتعرفَ الوقت
لا أحد لديك لتنتظره
فما انتظارك إلاّ لتدرك
تغيّر الفصول
وراء القضبان الصدئة لنافذتك
وعندما تساقطتَ كورقة شجرة
وجدتَ نفسك
في اللحظات الأخيرة
وحيداً تماماً،
حينها، هل رنّمت في رأسك
المزمور الأخير للمسيح؟
عمّاه
لم يكن لديك أحد
فيمن كنت تفكّر؟
وإذا استرجعتَ ماضيك
فهل فيه ما يستحق التذكّر؟
اليوم
عندما أفكّرُ فيكَ
أشعرُ
أنه ربما حان وقت تساقُطي أيضاً
ولكنني ما زلت متشبّثاً بالغصن
لأنني مجنون، يا عمّاه
ما زلت أكتب القصائد
أنا مجنون.
* وُلد Hemant Divate في ولاية ماهاراشترا الهندية عام 1967، ويعيش ويعمل في مومباي، ويُعدّ واحداً من أبرز شعراء اللغة الماراثية. من مجموعاته الشعرية: "قصائد حتى أربعة وثلاثين" (2000)، و"لا يمكنني التوقف وحسب" (2005)، و"الحياة تبدأ حين تدخل هذه الغرفة"، والقصيدة المترجمة هنا من "معارك مع آلهة متخيَّلة" (2013). أصدر ديفاتي أول صحيفة معنية بأدب هذه اللغة، ظلت تصدر من دون انقطاع طوال خمسة عشر عاماً، ووفرت منبراً للشعراء الجدد وأثرت أدب اللغة الماراثية في سنوات ما بعد التسعينيات.