05 Aug
05Aug

كاسات الشاي مثلها مثل جميع مخاليق الله الأخرى تبرد وتتململ …هل سمعت عن كأس شاي انتظرت رأساً ما دهراً ليعود ويشربها… ومثلها مثل جميع العباد تتعرض لباراديمات التطور وقد تتحول بعد فترة إلى أوابد تاريخية تشهد على الحروب والحضارات والرؤوس.

لماذا لا تقول ما يفهم؟ لماذا لا تفهم ما يقال؟ لماذا لا تشرب الشاي؟ 

أسئلة الوجودية الجديدة دون سارتر ما ليفك ألغازها… لا أقول ما يفهم لأنني لا أمتلك رأساً…ولا تفهم ما يقال لأنني لا أمتلك رأساً… ولا أشرب الشاي لأنني لا أمتلك رأساً… ما رأيك بهذه العبارة البليغة التي تصلح كجواب موحد لكل ما يمكن أن يسأله أي فيلسوف أو أي كأس شاي في العالم. 

تقول الويكيبيديا المباركة أن أنثى السرعوف تأكل رأس الذكر بعد عملية التزاوج وتشير المباركة ذاتها إلى أن رأس الذكر يحتوي على مواد مغذية. مجدداً: “رأس الذكر يحتوي على مواد مغذية” انتبه جيداً لهذه العبارة المفتاحية في العلوم السياسية والاجتماعية التي أغفلها علم الاجتماع السياسي لقرون.في لطمية حسينية ميلودرامية يتساءل الإمام السجاد في حوارية طويلة مع عمته السيدة زينب عن رأس الحسين… تقول العمة متفجعة: ” يا مجهز حسين … قلي القبر وين… جسمه بلا رأس… وين ادفنه وين” ترفض العمة فكرة دفن أخيها دون رأسه. من الصعب بالفعل فهم كيفية الدفن دون الرأس …

 إنها عقدة فلسفية أخلاقية فيزيولوجية أنثروبولوجية عبر عنها الشاعر على لسان العمة زينب.الرأس نفسه – رأس الحسين-كما تقول المرويات ذهب في رحلة في صندوق مذهب إلى مجلس يزيد في الشام حيث قام بالعبث بشفاه الرأس بعصاه الماريشالية وعندها اعترض أحد الصحابة على عبث يزيد بالشفاه التي رأى رسول الله يقبلها مراراً. تقول روايات غير مؤكدة أن الصحابي نفسه مات فيما بعد في إضراب عن الطعام في سجن المزة أو في فرع فلسطين.قد يظن قارئ مبتدئ أن عبارة “لأنني لا أمتلك رأساً” عبارة تحمل شيئاً من التورية أو المجاز، أبداً وليس وكلا، إنها نتيجة منطقية ومقدمة منطقية ومحاكمة منطقية وكوجيتو واضح وسلوجان جدير بأن ترفعه مظاهرات حركة “احتلوا وول ستريت”.

“اقطعوا رأسه” أول عبارة يقولها حتى الطفل عندما يرتدى عباءة ويدخل في لعبة بيت بيوت الخلافة، يشد العباءة ويكتم ابتسامته، ويقول بصوت يحاول أن يبدو حازماً، ” أقطعوا رأسه”، والحقيقة أنها عبارة شائعة أكثر من عبارة “إلي بالسيف والنطع” أولاً لأن العبارة صعبة على النطق على طفل في دور الخليفة، ثانياً لأن السيف والنطع قد يحتملان التعذيب فقط، وقد يمتلك الرأس على السيف والنطع لساناً ذرباً قادراً على إنقاذه من هذا المصير بطرفة أو بأبيات شعر تقتنص ابتسامة من رأس الخليفة، فليس كل من تمدد على النطع يوماً قطع رأسه، حقيقة علمية واقعة لا يجوز إنكارها.

الحملة التي أقترحها على مجلس قيادة الـ NGO  والذين لا بد أن ألتقي بهم في يوم ما، أن نخرج جميعاً في مظاهرة دون رؤوس في حملة تضامنية مع الرأس الذي قطعه الخليفة في دوما، لن أقبل بأقل من هذا، لن يقبل قلبي البدوي الذي كفر بكل الحلول التفاوضية والسياسية منذ قطع رأسي لأول مرة في أول لعبة بيت بيوت الخلافة لعبتها طفلاً حتى اليوم.


نشرت في موقع ك ت بKataba.org

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.